قد يكون علماء من وكالة الفضاء الاميركية (الناسا) اكتشفوا للمرة الاولى براهين على وجود المياه بشكل سائل على سطح المريخ ما يفتح مجالات جديدة امام معرفة افضل بالكوكب الاحمر ومهمات استكشاف مأهولة في المستقبل.
وكانت دراسات سابقة اشارت الى وجود كتل جليدية على المريخ لكن من دون تأكيد وجود المياه السائلة.
واتى الاكتشاف خلال المواسم الحارة (الربيع والصيف على المريخ) من خلال المسبار الاميركي "مارس روكنيانس اوربيتر" (ام ار او) الذي يدور حول الكوكب الاحمر منذ العام 2006.
وقال مايكل ماير المسؤول العلمي الرئيسي عن برنامج استكشاف المريخ في الناسا خلال مؤتمر صحافي بث على تلفزيون الناسا "لقد اكتشفنا سلسلة من العناصر (..) تشير الى وجد مياه سائلة على المريخ".
ونشرت وكالة الفضاء الاميركية صورا التقطها المسبار "ام ار او" تظهر نوعا من سيلان قاتم اللون على فوهة "نيو نيوتون" الواقعة في المنطقة الجنوبية للكوكب الاحمر.
وهذه السوائل تنبثق خلال الصيف وتسيل على منحدرات الفوهة في منظر صحراوي ومن ثم تنتشر على الارض عندما تنحفض درجات الحرارة قبل ان تظهر من جديد عند حلول الربيع.
واوضح الاستاذ الفرد ماكوين العضو في مختبر القمر والكواكب في جامعة اريزونا (جنوب غرب الولايات المتحدة) "التفسير الافضل المتوافر لدينا في الوقت الراهن هي ان الامر يتعلق بجريان مياه شديدة الملوحة مع ان الدراسة لا تثبت ذلك بشكل قاطع".
واضاف "في هذه المرحلة يبقى الامر لغزا لكني اظن انه يمكن الرد على ذلك من خلال عمليات مراقبة وتجارب جديدة".
وبالفعل فان الناسا غير قادرة حتى الان على التأكيد ان هذه الاثار التي اكتشفت هي فعلا مياه سائلة.
واوضح البروفسور ماكوين ان الادلة المتوافرة قد تكون صحيحة الا انها "لا تزال خاضعة للظروف ولا تزال تفتقر الى تأكيد مباشر" من اجهزة مراقبة اخرى لكوكب المريخ.
من جهته قال ريتشارد زوريك العالم في وكالة الفضاء الاميركية "اذا قارنا الامر مع ما يجري على الارض من الصعب تصور ان الامر يتعلق بشيء اخر غير سوائل تجري على طول منحدر". واضاف "المسألة تكمن في تأكيد ان هذا ما يحصل فعلا على المريخ وان كانت الحال كذلك لم يحصل ذلك في اماكن محددة فقط
"
ومهما كانت طبيعة هذا السيلان ففرص ان يكون الامر تعلق بنهر، ضئيلة جدا. وتميل الناسا الى الاعتقاد ان الامر يتعلق بتدفقات تحت السطح ومن هنا اللون القاتم.
وقد رصد المسبار ما مجموعه "الاف" عمليات الجريان المماثلة خلال السنوات الثلاث الاخيرة في اماكن مختلفة على المريخ على ما شدد البروفسور ماكوين موضحا ان 20 موقعا اخر قد تحوي ذلك ايضا.
واكتشاف الماء السائل قد يكون مهما من الناحية الاستراتيجية لفهم حياة محتملة نشأت في الماضي على الكوكب والتحضير لاستكشاف المريخ في المستقبل في مهمات مأهولة نظرا الى ان المياه هي شرط اساسي من شروط الحاة كما نعرفها.
ويتألف جو المريخ بنسبة 95 % من ثاني اكسيد الكربون و27 % من الازوت. والغاز الاخير يشكل 78 % من الغلاف الجوي للارض.
وفي محاولة لمعرفة ما اذا كان الكوكب الاحمر عرف شكلا من اشكال الحياة في يوم من الايام سترسل الناسا العام المقبل على فوهة "غايل" في المريخ مركبة الاستكشاف "كوريوسيتي" الصغيرة لكن المكلفة (2,5 مليار دور) المجهزة بمختبر.
ويمكن رؤية صور الجريان هذه على الموقع الناسا الالكتروني.